fbpx
استمع

نقل التقانات الزراعية الحديثة

‘أولت الهيئة العربية اهتماماً خاصاً لنقل وتطويع التقانات الزراعية الحديثة لاستخدامها في مشاريعها البحثية والتنموية، ولعل أهم هذه التقانات تمثلت في:

برنامج الزراعة بدون حرث Zero-tillage:

وهو أحد الأنظمة البديلة عن النظم الزراعية التقليدية السائدة في القطاع، وذلك لما يمتاز به من خصائص زيادة الإنتاجية والحفاظ على البيئة وصيانة الموارد الطبيعية وتحقيق الكفاءة الاقتصادية. ولقد حقق النظام نتائج رائدة خلال سنوات التطبيق، لعل أبرزها هو نجاح نظام الزراعة بدون حرث بنسبة 100% وتفوقه على نظام الزراعة بالحد الأدنى من الحرث، مع زيادة الإنتاجية والمحافظة على التربة من العوامل البيئية المختلفة.

الإحكام الزراعي:

قامت الهيئة بتبني النظام وتطبيقه فعلياً في المزرعة الرائدة بمشروع أقدي (السودان) في موسم 2003 متكاملاً مع نظام الزراعة بدون حرث، وأنشأت وحدة خاصة بالنظام في أرض المشروع.
لقد أدى تطبيق النظام إلى زيادة نوعية في إنتاجية محاصيل القطن وزهرة الشمس والذرة الرفيعة مع زيادة الرقعة الزراعية. وبالإضافة إلى عمل خارطة طبوغرافية أساسية للمساحات التي تمت زراعتها، تم إعداد الخارطة الكنتورية، وتطبيق نظام الزراعة في المسارات الثابتة مما ساهم في زيادة المساحات المزروعة بنسبة 5%.

نظم الري الحديثة:

اتبعت الهيئة العديد من الآليات لتطوير نظم الزراعة المستدامة وطوعت هذه المناهج لنشرها وتوطينها بين صغار المزارعين للإسهام في تأمين الغذاء وتقليل الفجوة الغذائية بالدول العربية قدر المستطاع.
نفذت الهيئة من خلال وحدة البحوث الزراعية التطبيقية عدداً من البرامج لاختبار أنظمة الري الحديثة في العديد من الدول العربية لزيادة الإنتاجية وتأمين الغذاء، وكذلك للمحافظة على الثروة المائية والتربة الخصبة. وقد تمّ إدخال عدد من هذه الأنظمة في العديد من المحطات البحثية والمشاريع الاستثمارية للهيئة، على سبيل المثال: الري بالرش Lateral Move، الري المحوري، الري بالماء الممغنط، الري الرذاذي، الري بالتنقيط في المناطق المتسمة بندرة الماء أو تعاني تربتها من مشاكل صرف أو ملوحة، بالإضافة إلى الري السطحي السيفوني في المناطق التي تتوفر فيها مياه الري بصورة مستديمة.

لقد أدي تطبيق هذه التقانات الحديثة في مجال الري إلى تحفيز الشركات الزراعية العاملة الدول العربية لتقفي أثر الهيئة واستعمال هذه الأنظمة في مشاريعها الزراعية. وتعتبر الهيئة العربية من الأوائل الذين أدخلوا نظام الري السطحي السيفوني في مشاريعها بجمهورية السودان.

الزراعة النسيجية:

أهتمت الهيئة العربية بالزراعة النسيجية اهتماماً كبيراً من خلال تنظيمها لعدد من الندوات التخصصية. كذلك قامت الهيئة بتأسيس مختبر متكامل للزراعة النسيجية في جزر القمر لإكثار أصناف الموز النشوي الذي يعتبر الغذاء الرئيس في جزر القمر. ومخطط أن يتم التوسع في إكثار بعض الأصناف الأخرى كالبطاطس والنباتات العطرية.

إدخال محاصيل جديدة لتأمين الغذاء وأصناف محسنة وهجين لزيادة الإنتاجية:

في إطار سعيها للمساهمة في زيادة إنتاجية المحاصيل وتأمين الغذاء، قامت الهيئة بإدخال العديد من محاصيل الخضر الجديدة والأصناف الهجين أثناء موسم الإنتاج الأساسي (الطماطم، الجزر، الخيار، الكرنبيات، الثوم). وقد نتج عن ذلك تضاعف كبير في الإنتاج والإنتاجية للعديد من المحاصيل المزروعة، فيما زادت إنتاجية بعض المحاصيل (الطماطم مثالاً) بنحو 6 أضعاف.

كذلك أدخلت الهيئة وعلى نطاق تجاري محاصيل جديدة أمكن إنتاجها بالحقول المكشوفة خارج الموسم، كما تمكنت من إنتاج محاصيل أخرى خارج الموسم كان يصعب إنتاجها في هذا الموسم من قبل، ومثالها إنتاج البصل وشمام الجاليا واللوبيا والكوسة الهجين والقلقاس في الموسم الصيفي، ونتج عن ذلك ارتفاع كبير في الإنتاجية بلغ نحو ثلاثة أضعاف مقارنة بالإنتاج التقليدي.

الزراعات المحمية – البيوت البلاستيكية والأنفاق:

تمّ إدخال نظم الزراعات المحمية للإنتاج خارج الموسم في العديد من الدول العربية لأول مرة من قبل الهيئة العربية وذلك من خلال مشاريعها في كل من السودان (شركتي المتميزة و عطبرة) وموريتانيا (محطة روصو) وجمهورية القمر المتحدة (محطة بانداسمليني) بجانب جمهورية اليمن (محطتي معنوفة وقيسو).

وتتباين التقانة المستخدمة في الزراعات المحمية بتباين الظروف المناخية في كل منطقة مستهدفة، ففي السودان (مثلاً) ونظراً للحرارة الشديدة في الموسم الصيفي والخريفي تم إدخال وتطبيق إنتاج محاصيل الطماطم والخيار والفلفل الحلو باستخدام البيوت المحمية المبردة .. بينما يختلف الوضع في جزر القمر وجزيرة سقطرى حيث الرياح الشديدة جداً في المواسم المطيرة، لذلك تمّ إدخال الزراعة في الأنفاق والبيوت البلاستيكية المقوية والمحكمة الإغلاق.

الميكنة الزراعية:

قامت الهيئة خلال فترة عملها بالدول العربية منذ منتصف السبعينات إلى توسيع استخدام الآلات الزراعية والاستفادة من التقانات الحديثة في توطين أنشطتها الزراعية والاستثمارية بغرض تجويد تنفيذ العمليات الزراعية ورفع كفاءة الإنتاج .. حيث قامت بتأمين كافة الآليات والمعدات الزراعية لمشاريعها وشركاتها العاملة في السودان، وحسب متطلبات التطوير، وتشمل: (جرارات، زراعات، زراعات بدون حرث، مرشات يدوية، مرشات درع واقي، حاصدات، معدات زراعية تخصصية، لودرات، قريدرات، شاحنات …. الخ).

تصنيع السيلاج:

في إطار تعزيز دور الهيئة العربية ومساهمتها في الأمن الغذائي العربي من خلال نقل وتوطين التقانات الزراعية الحديثة، قامت الهيئة العربية بتبني تنفيذ مشروع بحثي استثماري لزراعة محصول الذرة الشامية وتصنيعه كعلف (سيلاج) من محصول الذرة الشامية.
وكما هو معلوم فإن محصول الذرة الشامية يعتبر من المحاصيل المهمة جداً في توفير الأمن الغذائي وهو محصول واعد في السودان والدول العربية، كما أن عمل السيلاج (العلف) من الذرة الشامية يعتبر من التقنيات المهمة جداً لتوفير الألبان باعتباره غذاء متكامل وذو طاقة عالية لجميع المجترات.

زراعة محاصيل علفية جديدة:

استمراراً لجهودها في توطين المحاصيل العلفية في الدول العربية، قامت الهيئة العربية بتنفيذ عدد من التجارب البحثية التطبيقية لتوطين زراعة أصناف من أعلاف (اللاريدو، البونيكم، البرسيم) في الأراضي ذات الملوحة العالية في السودان، مستهدفة من خلالها تقييم أداء المحاصيل المزروعة في التربة الملحية بعد استصلاحها. 
ولقد أظهرت المؤشرات الأولية والنتائج المستحصلة على تحمل المحاصيل العلفية التي تمت زراعتها لظروف الأراضي الملحية، مما يبشر بإحداث نقلة نوعية في زراعة الأعلاف في الأراضي ذات الملوحة العالية، وبالتالي زيادة مساحات زراعية كبيرة للإنتاج الزراعي بعد أن كانت مستبعدة نظراً لملوحتها.

استخدام الطاقة الشمسية في المشاريع الزراعية:

انطلاقاً من توجهاتها ومبادئها للارتقاء بالزراعة العربية على أسس علمية رصينة، باشرت الهيئة العربية تنفيذ مشروع بحثي تطبيقي تنموي للاستفادة من الطاقة الشمسية (كطاقة متجددة) في الزراعة في المناطق الريفية، وذلك لتحقيق العديد من الأهداف، ومن أهمها:

  • تحويل المشاريع الزراعية التقليدية الى مشاريع زراعية صديقة للبيئة.
  • استخدام تكنولوجيا حديثة تعتمد على طاقة متجددة غير ملوثة للبيئة ورخيصة الثمن.
  • المحافظة على الموارد المائية من خلال استخدام نظام متكامل للري بالتنقيط مع نظام ضخ مياه يعمل بالطاقة الشمسية. 
  • مكافحة الفقر وتعزيز التنمية في مجالات مختلفة، بجانب زيادة فرص العمل.